کد مطلب:266687 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:232

علة الغیبة والجهل بها
فأمّا [1] الكلام فی علة الغیبة وسببها والوجه الذی یحسنها فواضحٌ بعد تقرر ما تقدم من الأصول:

لأنّا إذا علمنا بالسیاقة التی ساق إلیها الأصلان المتقرران [2] فی العقل: أن الإمام ابن الحسن (علیهما السلام) دون غیره، ورأیناه غائباً عن الأبصار: علمنا أنه لم یغب - مع عصمته وتعینّ فرض الإمامة فیه وعلیه - إلا لسبب اقتضی ذلك، ومصلحةٍ استدعته، وضرورةٍ قادت إلیه - وإن لم یعلم الوجه علی التفصیل والتعیین - لأنّ ذلك مما لا یلزم علمه.

وجری الكلام فی الغیبة ووجهها وسببها - علی التفصیل - مجری العلم بمراد الله تعالی من الآیات المتشابهة فی القرآن، التی ظاهرها بخلاف ما



[ صفحه 42]



دلت علیه العقول، من جبرٍ أو تشبیهٍ أو غیر ذلك.

فكما [3] أنّا ومخالفینا لا نوجب العلم المفصّل بوجوه هذه الآیات وتأویلها، بل نقول كلّنا: إنّا إذا علمنا حكمة الله تعالی، وإنّه لا یجوز أن یخبر بخلاف ما هو علیه من الصفات، علمنا - علی الجملة - أن لهذه الآیات وجوهاً صحیحة بخلاف ظاهرها تطابق مدلول أدلة العقل، وإن غاب عنا العلم بذلك مفصلاً، فإنه لا حاجة بنا إلیه، ویكفینا العلم علی سبیل الجملة بأن المراد بها خلاف الظاهر، وأنه مطابق العقل.

فكذلك لا یلزمنا ولا یتعین علینا العلم بسبب الغیبة، والوجه فی فقد ظهور الإمام علی التفصیل والتعیین، ویكفینا فی ذلك علم الجملة التی تقدّم ذكرها، فإن تكلّفنا وتبرّعنا بذكره فهو فضل منّا.

كما أنه من جماعتنا فضل وتبرع إذا تكلفنا ذكر وجوه المتشابه والأغراض فیه علی التعیین.


[1] في «ب»: وأمّا.

[2] في «ج»: المقرّران.

[3] في «أ» و «ب»: وكما.